كريمان حرك تكتب “كسارة البندق” تتألق فى وداع 2024

باليه “كسارة البندق” الذي تم تقديمه علي المسرح الكبير بدار الأوبرا من خلال فرقتنا المصرية “فرقة باليه أوبرا القاهرة” يعد من الأحداث الفنية الجميلة التي ودعت بها الأوبرا 3024 و واستقبلت عاماً جديداً 2025.. وذلك أسوة بمعظم دور الأوبرا في العالم حيث أن هذا العمل تدور أحداثه في ليلة عيد الميلاد ويمثل متعة للكبار والصغار في آن واحد.. وألحانه الجذابة
والشجية تتغلغل إلي النفس وتطرب الأذن مما جعلها إحدي معالم أعياد الميلاد وهذا العمل رفيق لعملين آخرين هما “بحيرة البجع” و”الجمال النائم” والثلاثة من ركائز فرق الباليه العالمية ومن عيون التراث الكلاسيكي وتحظي دائماً بإقبال جماهيري كبير وهذه الأعمال حاليا من رصيد فرقتنا

وكسارة البندق تعرضها الفرقة سنويا منذ ختام عام1993 وكان العرض الأول على المسرح الكبير بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة إيفان فيليف حيث لم يكن تم إنشاء أوركسترا الأوبرا الذى تأسس بعد ذلك عام 1995… ومؤلف هذه الروائع وبالتحديد “كسارة البندق” موضوع حديثنا هو المؤلف الروسي الشهير بيتر إلتيسن تشايكوفسكي (1840 – 1893) الذي كتب كثيراً من الأعمال الخالدة وتعد أعماله للباليه من أشهر مؤلفاته وأكثرها رواجاً وباليه “كسارة البندق” من أواخر أعماله بدأ في تأليفه عام 1891 وقدم لأول مرة في ديسمبر عام 1892 علي مسرح مارينسكي بمدينة سان بطرسبرج وصمم رقصاته ليف ايفانوف الذي تعد تصميماته ركيزة أساسية لهذا العمل رغم تعدد الرؤي من المصممين بعد ذلك وهنا في العرض المصري يستند العمل علي تصميماته بالإضافة لتصميمات “فايونين” ولكن وفق إخراج ورؤية للراحل عبدالمنعم كامل وديكور سولودوفنيكوف ومحمد الغرباوى وإضاءة ياسر شعلان والتى من خلالها جاء العمل سلساً بسيطاً جمع بين الواقع والحلم بدون خط فاصل واضح مما أعطي بعض الحداثة.

والباليه من فصلين. مبني علي قصة اقتبسها الكاتب الفرنسي الكسندر دوما عن قصة “كسارة البندق وملك الفئران” للكاتب أرنست هوفمان.

وتبدأ حدوتة هذا الباليه باحتفال أعياد الميلاد في منزل والدة كلارا الفتاة الصغيرة ويقوم صديق العائلة “دروسلميير” بتقديم العديد من الألعاب السحرية لإدخال البهجة علي الحفل ثم يقوم بتوزيع الهدايا ليكون من نصيب كلارا عروسة “كسارة البندق” -الذي يشعر أخوها بالغيرة من سعادتها بالدمية ويحطمها لها ولكن يقوم صديق العائلة الساحر بإصلاحها ثم ينفض الحفل وتقوم كلارا في الليل لتري لعبتها وفجأة تتسع الحجرة وتكبر شجرة عيد الميلاد ونجد اللعب والعرائس تتحرك ويهاجمها مجموعة من الفئران وتدخل في معركة مع العرائس لتنتصر الأخيرة ثم تتحول كلارا إلي فتاة جميلة وكذلك كسارة البندق يصبح فتي وسيماً ويصحبها في رحلة إلي مملكة الحلوي التي يجدون فيها الشيكولاتة التي تمثلها الرقصة الاسبانية والبن يمثله الرقصة العربية والشاي تمثله الرقصة الصينية والرقصة الروسية ثم تشارك كلارا وكسارة البندق في رقصة فالس الزهور الشهيرة والرقصات المنفردة التي تبرز أيضاً ملكة الحلوي ثم تدق أجراس الصباح فيتحول الجميع إلي عرائس مرة أخري. فتكتشف كلارا أنها كانت في حلم جميل.
والعمل درامي يعتمد علي التمثيل الايمائي والمهارة الحركية وفق قواعد الباليه الكلاسيكي وهذا يعد من مهارات فرقتنا المصرية والتي تفوقت فيها وتجاوزت هذه المرحلة في أداء باليهات معاصرة وأكثر تعقيداً في الحركة ولهذا ليس جديدا أداؤهم البارع والذي أعطي إنطباعا أن كل أفراد المجموعة نجوماً ومن الإيجابيات أننا وجدنا تواجد للباليرينا المصرية وهن سحر حلمى ونينت نظمى الراقصات نجوم الفرقة منذ فترة طويلة ومن الوجوه الجديدة ندى عمرو اللاتى ادين ببراعة الرقصة الشرقية كما شاركت الوجه الجديد ماهينور أحمدفى الرقصة الأسبانية وهى أيضا باليرينا واعدة وآيات أحمد فى دور الجدة وبريتى ماجد وسلمى سامح فى دور كلارا الصغيرة ونأمل ان تكون البطولة للمصريات وبالنسبة للراقصين الذكور معظمهم مصريين وقد تفوق فى دور البطولة ممدوح حسن واسلام الدسوقى والوجه الجديد يوسف أيمن الذى أتنبأله بمستقبل جيد.. و ولا يفوتنا أن نذكر طلبة معهد الباليه الذين تم تدريبهم تحت إشراف ” صفوت محمد” و لهم دور رئيسي وبارز في العمل وكانوا مفاجأة طيبة استحقوا التصفيق الحار الذي حصلوا عليه من الجمهور.

العمل تم تقديمه بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة وبقيادة المايسترو نادر عباسى الذى سبق له قيادته عدة مرات وفى هذا العرض أستطاع أن يقدم الألحان والإيقاعات التي ميزت هذا العمل خاصة في فقرة الرقصات والتي تتنوع فيها الألحان التقليدية لكل بلد وكان موفقاً في تقديم الإفتتاحية التي تجمع بين الألحان النشطة والخفيفة والتي تختفي فيها الآلات الوترية الغليظة “التشيللو والكونترباص” .. ونجح المايسترو فى إشعار المستمع بالتكوين الأوركسترالي البديع لتشايكوفسكي والذي فيه إستعمال مبتكر لآلات النفخ الخشبي والنحاسي وآلات الإيقاع والتي يستخرج منها ألوان صوتية عصرية ومعبرة..وبالنسبة للعازفين هذا العمل من رصيدهم الفني وسبق لهم أداءه كثيرا ومع قادة مختلفين وأعتقد أن هذا ساهم في تقليل السلبيات بل هناك من يجب الاشادة بهم مثل مجموعة آلة الكمان وعازفي الايقاع وبعض عازفي آلات النفخ…والتحية والتقدير لأرمينيا كامل التى أعدت هذا العمل وللدكتورة لمياء زايد رئيسة الأوبرا على إهتمامها بالعرض وحرصها على الحفلات الصباحية التى يستمتع بها الأطفال.. ونتمنى أن تتحول الفرقة للإحتراف يتم تسويق هذه العروض المتميزة الأداء الإحترافى يستحق الفخر به والإستفادة منه..

About Post Author

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى