د. محمد شبانة يتحدث ل كريمان حرك عن الغناء الشعبى فى مصر
د. محمد شبانة أستاذ الموسقى الشعبية بأكاديمية الفنون تم تكريمه فى هذه الدورة من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32 وهذا لأنه أحد العلماء الكبار فى هذا المجال درس فى فنلندا ومصر على يد عظماء الفلكولور وهو ممثل مصر فى العديد من المحافل العلمية إبداعه لايقف عند البحث وإنما له عدد من الكتب الهامة كما أنه جاب ربوع مصر للبحث التطبيقى فى مجال هذا العلم ود. شبانة من نجوم المجلس الأعلى للثقافة حيث كان عضوا فى عدد من لجانه وحاليا مقرر لجنة التراث الغير مادى ممثل مصر فى منظمة اليونسكو وبجانب علمه الغزير فى مجال الفن الشعبى هو من المتخصصين أيضا فى مجال الموسيقى العربية التقليدية حيث تلقى تعليمه فى بداياتة بالمعهد العالى للموسيقى العربية كماكان نجما فى فرقة أم كلثوم بقيادة حسين جنيد لمدة
عشرين عاما ومعتمد مطربا من الإذاعة المصرية والطريف أنه شاعر تغنى بكلماته عدد كبير من المطربين يملك ناصية اللغة ومتحدث لبق ولهذا نجد أن تكريمه فرصة للقاء معه على هامش المهرجان ليلقى لنا الضوء على التعريف الحقيقى للغناء الشعبى وهل مانسمعه الآن من بعض المطربين يطلق عليه غناء شعبى هل التسمية صحيحة حول هذا الموضوع الهام يدور الحديث معه..
فى البداية يقول :هناك أخطاء كبيرة فى المصطلحات وخلط يسيطر على الإتجاهات الإعلامية وبالتالى على عقلية المستمع وعلى المؤديين وللأسف بعض الأكاديميين لأن مانسمعة بداية من عبد المطلب ورشدى والعزبى ثم عدوية ومابعده تدخل فى إطار غناء به بعض الملامح الشعبية حيث يأخذ الملحن ومعه شاعر الكلمة أيضا تيمه من الموروث للتقرب إلى الجمهور ولكن المفهوم العلمى للمصطلح الشعبى هو الغناء الذى يصاحب دورة الحياة الإجتماعية وينبع منها مثل أغانى الافراح من الخطوبة حتى الزفاف واغانى لعب الاطفال وايضا الاحتفال بعودة الحجيج وبختان الصبيان واالمناسبات الدينية وغيرها وهذا يختلف من منطقة لأخرى ومصر متنوعة فى الأماكن الصعيد ووجه بحرى والأسكندرية ومدن القناة وبدو الصحراء وغيرها هذا الغناء من الشعب وللشعب نوع غير إحترافى ولكن هناك نوع من الغناء الشعبى إحترافى يحتاج الى مؤدى لديه قدر من الإبداع والمهارة وتراكم معرفى متوارث والأغنية الإحترافية لها أيضا انواع مختلفة نجد فى الصعيد السيرة والموال نجد المؤدى يعزف على الربابة ويحمل فى ذاكرته كم كبير من من القصص التى لها مقدمة ونهاية ووسط اما الموال الشعبى ليس للنغم دور كبير فيه بل يعتمد على المضمون من التعريف بالقيم الاخلاقية والانسانية التى تحملها الكلمات من الحكم والأمثال حيث يتناول الاصيل والندل والصاحب والنسب وغيره وهذا النوع يحتاج الى محترف وصوت قوى ومتمكن وهؤلاء يمثلوا حقيقة الغناء الشعبى وهناك إبداع ومهارة للمطرب وبكلمات ولكن فى صياغة معينة تناسب الجهور ويضيف د. شبانة: محمد طه وشتا وبدرية السيد وعبده الأسكندرانى والريس حفنى وأمثالهم أخر جيل الفن الشعبى الذى يحمل الأصالة حيث انهم فنانين محليين ويؤدوا فنون لها قيمتها ولها تقاليد ولهم جمهورهم ويستطرد ولكن علينا إدراك أن هناك تغييرات حدثت فى المجتمع خاصة بعد إنتشار اليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعى ومع خلط المصطلحات كما سبق ان ذكرت نجد مفاهيم مغلوطة وتراجع ولكن هذا لايمنع ان هناك مازال قلة توارثوا هذا الفن وبعضهم ينتمى لهيئة قصور الثقافة منهم فرقة النيل للآلات الشعبية ولكن ماتبقى من هؤلاء الفنانين فى انحاء مصر قليل وبعضهم اعتزل الغناء ونطلق على هؤلاءالكنوز البشرية
• بالنسبة للغناء الدينى هل نعتبره شعبى ؟
عندنا الانشاد الدينى المصرى التقليدى التواشيح الدينية وهناك الابتهالات تقدم فى المساجد قبل صلاة الفجر وتكون بدون مصاحبة موسيقية والإعتماد هنا على صوت المبتهل ويقدمون باللغة العربية الفصحى لكن هناك غناء دينى خارج المسجد بمصاحبة موسيقية و من التجارب التى اعطت شكل جديد الأدعية العشر فى رمضان التى قدمها عبد الحليم حافظ والشاعرعبد الفتاح مصطفى ولحن الموجى وأيضا تجربة بليغ حمدى مع النقشبندى دى تجارب نهج جديد نجح واقترب من وجدان الناس
• ومارأيك فى الفرق السورية التى أنتشرت فى مصر؟
الاخوة السوريون ياخذون اغانى والحان ناجحة بعضها لفيروز ولصباح فخرى ويصيغون عليها كلمات فى المديح النبوى ولكن ويعدهذا هجين بعيد عن الأصالة ويختتم الحديث بشكل عام مايقدم من غناء دنيوى او دينى يطلق عليه “فلكلور المدينة ”
• ماأمنياتك للغناء الشعبى ؟
اتمنى ضبط المصطلحات وإهتمام المسئولين بتراثنا من الغناء الشعبى فى ربوع مصر المختلفة ورعاية هؤلاء المؤديين سواء عازفين او مغنيين وعلينا أن نقوم بالتسجيل لهم ليس للقيام بالأداء بل لحفظ هذا المخزون الذى لديهم من الفن الشعبى الاصيل لأجيال جديدة ونضعه فى مجال البحث العلمى لأن مع التغييرات الإجتماعية وتطور الميديا تتغير المفاهيم ونبتعد عن الأصالة ويكمل : وعليناأن نتوسع فى التدريس الأكاديمى ليكون هناك باحثين فى هذا المجال حيث أن دراسة الغناء الشعبى فى مصر مازال مجال بكر ولايتجاوز أعضائه حالياواحدونصف فى المائة..
About Post Author
